مقتطفات من حياة الشّاعر امرؤ القيس تعرفك عليه أكثر

امرؤ القيس هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي، أحد أبرز وأهم شعراء العرب في العصر الجاهلي، والذي وُلد في نجد بديار بني أسد في قبيلة كندة، وكانت عائلته من عائلات الملوك العرب، وعاش غربي حضرموت في نجد، وعُرف هذا الشاعر بالعديد من الألقاب، ومنها الملك الضليل، وذو القروح، هذا بالإضافة إلى أبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث، ولعل أهم ما امتاز به شغفه بالشعر منذ مقتبل عمره، فلقد استعان بالشعر لتصوير أحلامه، وعواطفه، وتعرّض للطرد؛ بحيث طرده أباه نتيجة مجونه وتشببه بنساء القبيلة، فلجأ إلى جماعة من الصعاليك، ويُذكر أنّه كان يسير في أحياء العرب ومعه مجموعة من شذاذ العرب، وكانوا يُصادفون الغدير، أو الروضة، أو موضع الصيد فيذبحوا، ويشربوا الخمر، ويتغنوا في تلك المواضع، ولا يزالون يقومون بذلك إلى أنْ يذهب ماء الغدير، وينتقلون إلى مكان آخر.

يُعرف امرؤ القيس بشاعر المعلقات، ولكنّه امتاز عن غيره من شعراء العرب بمقدرته الكبيرة على ابتكار المعاني، والتعبير عنها بطرق حديثة غير مسبوقة، وبدأت مسيرته الشعرية بالغزل، وأكثر من الوصف في أشعاره، وأبدع في مجال التصوير، والتشبيه، وكانت أشعاره صورة تعكس حياته، فلقد ذكر في شعره تاريخه، وحياته، ولهوه، وصيده، وحزنه على مقتل أبيه، ويُشار إلى مسيرته البارعة في المدح، والهجاء، ومن أشعاره يُذكر البيت الشعري الآتي:

قفا نَبكِ من ذكرى حبيب ومنزل            بِسقطِ اللوى بين الدَّخولِ فَحَومَلِ

وبجدر بالقول أنَّ امرؤ القيس لم يعش عمرًا طويلًا، ولكن رغم حياته القليلة إلّا أنَّ ما مرّ به من تجارب ومواقف فاقت عدد السنوات التي عاشها بأضعاف كثيرة، حيث أمضى بداية عمره متنقلًا في اللهو والشرب والتسكع في البلاد، ثمَّ تحوّلت حياته إلى حياة جادّة وأكثر مسؤولية؛ فلقد أثبت فروسيته وصلابته، ويُشار أنه كان كثير التنقل والترحال، فلقد وصل إلى أبعد من جزيرة العرب، وتوّجه إلى أرض القسطنطينيّة، ثمَّ وصل إلى أنقرة، وهنالك كان جسده متعبًا، فأُصيب بالجدري، والذي تمكّن من جسده وأضعفه، وصارع الموت حتّى توفاه الله، ودفن هنالك، ويتواجد قبره على تلة (هيديرليك) في العاصمة التركية أنقرة، ولكن تباينت آراء المؤرخون في تحديد سنة وفاته، فالكثير منهم يرجح وفاته إلى السنة 540م.